ارتفاع الحرارة عند الأطفال
- Mai Daoud
- 17 يناير 2022
- 2 دقائق قراءة

يعتبر ارتفاع الحرارة للعديد من األهل الكابوس األكبر. فما أن ترتفع درجة حرارة الطفل حتى يركض خلفه األهل بخافضات
الحرارة خوفاً عليه منها.
هذه ليست بظاهرة جديدة، هذه ظاهرة موجودة منذ العديد من السنوات حتى أن ها تُسمى ب "الفوبيا من الحرارة".
فلماذا يخشى األهل الحرارة؟ وهل هي فعالً خطرة وتستحق كل هذا الخوف؟
. ً الحرارة هي ردة فعل الجسم لتأثير خارجي. ما يكون
غالبا إلتهاباً فيروسياً وفي حاالت أق ل بكتيرياً
وهي طريقة من الطرق التي يدافع بها الجسم عن نفسه ضد هذا المؤثر.
هل يضر إرتفاع الحرارة دماغ الطفل؟ أو يسب ب مشاكل وظيفية كفقدان السمع؟
لا, الحرارة لا تضر الطفل ولا تؤدي لمشاكل في الدماغ.
لكن، لماذا نسمع الكثير من الناس يرددون قصصاً عن أطفال في الماضي ارتفعت حرارتهم وبعد ذلك الحدث أصيبوا بإعاقات
حركية او دماغية؟
في هذه القصص الحرارة بريئة، وليست هي السبب بهذه المضاعفات.
ما السبب إذن؟
هناك العديد من األمراض، التي اختفى أغلبها أو قل حدوثه بشكل ملحوظ هذه األيام بسبب إلتزام الناس بجدول التطعيمات مثل مرض
شلل األطفال و مرض السحايا البكتيري وغيرها..و التي يعد ارتفاع الحرارة أحد أعراضها.ومن مضاعفات هذه األمراض نفسها
)وليس الحرارة( التأثير على الدماغ وتسبيب بعض المشاكل الدائمة عند الطفل في حاالت معينة.
أي أن المضاعفات المذكورة لم يكن سببها إرتفاع الحرارة، بل المرض نفسه.
متى يجب القلق من إرتفاع الحرارة؟
الحرارة نفسها غير مضرة، لكن المهم دوما ة سببها. ًمعرف
في أغلب األحيان يكون سببها مرض فيروسي وال يحتاج للقلق لكن في حاالت ما يكون سببها مرض بكتيري ويحتاج لعالج بمضاد
حيوي.
في الحاالت التالية يعلو احتمال وجود مسبب بكتيري، ويجب التوجه للطبيب للتشخيص والبدء بالعالج:
للطبيب.
- طفل عمره أقل من ٣ اشهر، ال يجب ا لمراقبة بالبيت يجب التوجه فوراً
- حالة عامة سيئة للطفل، يبدو عليه المرض، خمول ونوم اكثر من الطبيعي.
- وجود ألم شديد بمنطقة محددة من الجسم: الحلق، البطن وغيرها.
- وجود حرارة ألكثر من ٤٨ ساعة بدون أعراض تدل على مرض فيروسي )عدم وجود رشح مثالً(.
-استمرار الحرارة اكثر من ٥ ايام متواصلة
-حرارة مع طفح جلدي.
في هذه الحاالت قد يكون سبب الحرارة ليس مرضاً فيروسياً ويجب الذهاب للطبيب لمعرفة السبب.
لماذا تصيب بعض األطفال تشنجات حرارية إذا كانت الحرارة غير ضارة؟
التشنجات الحرارية مشكلة تصيب بعض األطفال الذين يحملون جينات معينة عند إرتفاع درجة حرارتهم وتحدث عادة بين عمر ٦
اشهر ل٦ سنوات.
هذه التشنجات ال تؤدي لضرر دائم في الدماغ، وال تؤثر على وظائف الطفل وذكائه وتختفي عند أغلب األطفال بعد عمر ٦ سنوات.
أي أن هذه التشنجات التي قد تسببها الحرارة عند بعض األطفال ليست خطيرة وال تؤدي لمشاكل بعيدة المدى.
للتصرف بنا ًء ففي للتلخيص، الحرارة ال تضر الطفل. المهم في حاالت إرتفاع الحرارة معرفة السبب عليه.
حالة كان السبب مرضاً
يجب أخذ المضاد الحيوي المناسب.
بكتيرياً
فيروسياً ال حاجة للعالج وفي حالة كان مرضاً
وفي هذه الحاالت حتى لو إرتفعت درجة الحرارة ال داعي إلعطاء خافض مع كل ارتفاع إن كان الطفل بصحة جيدة وبنشاطه
المعتاد .
لكن إن أثرت على نشاطه فيمكن إعطاؤه خافض ليشعر بتحسن.
دمتم وأطفالكم بصحة وسالمة.
دكتورة سما البرغوثي
اخصائية اطفال وحديثي والدة
Comments